السبت، 14 يوليو 2012

المنظم الشكلي ونظرية السكيما


مقدمه
     يحتاج الفرد لتذكر معلومة ما أن يفهمها أولا، ومن أجل فهمها يجب تنظيمها ضمن تنظيم معين، وذلك من خلال تكوين روابط لها مع معرفة سابقة موجودة. كما أن على الطلبة أن يتمثلوا ما تعلموه ويدمجوه مع المعلومات التي يعرفونها سابقا حتى يكون التعلم ذا معنى وهذا ما يعرف بنظرية السكيما. إذ تقول نظرية السكيما أن الناس يدمجون المعلومات الجديدة في بناء موجود لديهم تم تطويره من خبرات سابقة، وعندما تندمج هذه المعلومات مع المعرفة السابقة يتكون عندها المعنى للمعلومات الجديدة وهذا من شأنه أن يسهل عملية استرجاع تلك المعلومات (Dalrymple, 2005).
المنظم الشكلي و نصفا الدماغ الأيمن والأيسر:
      يقوم كل من نصفي الدماغ بوظائف مختلفة. (Gardner, 1983) يسيطر النصف الأيسر من الدماغ على حركة الجانب الأيمن من الجسم، إضافة إلى ضبط اللغة والتحليل. ويركز التعليم في المدارس عادة على معالجات هذا النصف من الدماغ. أما النصف الأيمن من الدماغ فيسيطر على حركة الجانب الأيسر من الجسم إضافة إلى تنظيم الوظائف غير اللفظية مثل تمييز الأنماط، وضبط الإيقاع، وكذلك معالجة الصور (السلطي، 2004).
      إن التعلم يكون أكثر فاعلية عندما يستثار نصفا الدماغ معا، فعندما تعرض المعلومات على الطلبة سمعيا وبصريا فإن كلا من نصفي الدماغ يقوم بمعالجة تلك المعلومات بشكل متزامن، مما يجعل الطلبة أكثر تخيلا وإنتاجا للمفاهيم (Jensen, 2000).
المنظم الشكلي وأساليب التعلم:
      أسلوب التعلم هو طريقة المتعلم في فهم وتذكر المعلومات(Brown, 1998)  التي يصبح بواسطتها المتعلم أكثر فاعلية في إدراك ومعالجة وتخزين واسترجاع ما يحاول تعلمه. ويتعلم المتعلم إما بطريقة سمعية، أو بصرية، أو حسية جسدية (James & Gardner, 1995). تظهر البحوث أن أكثر المعلمين فاعلية هم أولئك الذين يكيفون أساليب تعليمهم وطرقهم مع أساليب تعلم طلبتهم المتنوعة.
      إن المعلم الذي ينوع في أساليب تعليمه يمكنه الوصول إلى أكبر عدد من الطلبة مقارنة بالمعلم الذي يستخدم أسلوب تعليم واحد كالمحاضرة التي تصل إلى الطلبة ذوي التفضيل السمعي والذي تقل نسبتهم عن (30%). تظهر البحوث أهمية حاسة البصر في معالجة التعلم والاحتفاظ به إذ تصل إلى (85%) في حين تصل أهمية حاسة السمع إلى (10%) فقط، وأما الحواس الأخرى فأهميتها حوالي (5%) )Dalrymple,2005(.
المنظم الشكلي و الذكاء المتعدد:
حدد جاردنر تسعة أنواع من الذكاء هي:
      اللغوي، والمنطقي، والرياضي، والبصري، والفضائي، والحسي الجسدي، والشخصي، والاجتماعي، والبيئي، والوجودي. ويقول جاردنر أنه لا يوجد شخصان يمتلكان نفس الذكاءات وبنفس القوة حتى ضمن الثقافة الواحدة. كما أشار جاردنر إلى أن أغلب المدارس وفي مختلف الثقافات تركز معظم اهتمامها على كل من الذكاء اللغوي والمنطقي، والرياضي. ولذلك أكد أنه من الضروري أن يعتمد المعلمون الطرق التدريسية التي تستند إلى كل الذكاءات والتي تتضمن: التخيل، والفن وغيرهما (Gardner, 1999).
      إن المنظمات الشكلية من الاستراتيجيات الهامة التي تجسر الهوة ما بين بحوث الدماغ والصف الدراسي، فهي تمثيل بصري لكيفية تنظيم الدماغ للمعلومات، وتتوافق هذه الاستراتيجية مع ما أشارت إليه نظرية التعلم المستند إلى الدماغ، ونظرية الذكاء المتعدد، وأساليب التعلم، والتعلم ذو المعنى.
      إن المنظمات الشكلية عدة أنواع ويمكن تصنيفها ضمن أربع فئات هي (Dalrymple, 2005):
1)     الهرمية: من مثل الرسوم البيانية العنقودية، الخارطة المفهومية، الخارطة العقلية، والخارطة العنكبوتية.
2)  المفهومية: من مثل الرسم البياني المتداخل Venn Diagram، وخارطة الفقاعات الثنائية Double Bobble.
3)     المتتالية: من مثل رسمة عظم السمكة البياني، والمتصل.
4)     الدائرية: من مثل: النمط الحلقي المتسلسل (ملحق رقم 1).
استخدامات المنظمات الشكلية:
      إن الفرق بين المتعلم الجيد والمتعلم الضعيف ليس في كمية ما يتعلمه الأول ولكن في قدرته الجيدة على تنظيم واستخدام المعلومات. ويمكن استخدام المنظمات الشكلية في المواقف التالية (Gregory & chapman, 2002):
-         من أجل العصف الذهني في بداية وحدة دراسية لمعرفة ما تعلمه الطلبة مسبقا.
-         مع عرض الواجبات أو أثناء مشاهدة فيلم فيديو حيث يمكن للطلبة تنظيم المعلومات والإلمام بها.
-         للمساعدة في تسلسل مجموعة من الأحداث أو العمليات.
-         ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة التي تم تعلمها.
-         للتأكد من الفهم.
-         من أجل أخذ الملاحظات والتلخيص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق